من مصيلح… طليس يطلق مسارًا جديدًا في العمل البلدي: الإنماء فعل مشاركة لا فعل سلطة

كلمة مسؤول مكتب البلديات المركزي في حركة أمل الحاج بسام طليس في حفل اطلاق اول فعالية لاشراك اصحاب الكفاءة والخبرة والمجتمع المدني في عمل البلديات بدعوة من بلدية المراونية – قضاء صيدا

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة،
الزميلات والزملاء،
الحضور الكريم،
من الجنوب، من الأرض التي أنجبت المقاومة والعطاء والوفاء، من مجمع دولة الرئيس نبيه بري الثقافي، نطلق اليوم أولى الفعاليات التي نعتبرها تحولًا نوعيًا في النظرة إلى العمل البلدي:
فعالية إشراك أصحاب الكفاءة، الخبرة، والمجتمع المدني في الشأن البلدي المحلي.
نحن اليوم لا نفتتح مجرد نشاط، بل نؤسس لمسار جديد، عنوانه:
“المجلس البلدي ليس وحده في الميدان”،
بل إلى جانبه الخبراء، المثقفون، النقابيون، الناشطون، والناس أنفسهم.


أيها الأعزاء،
البلديات، بعد الانتخابات، لم تعد تملك ترف الوقت أو التجريب.
التحديات كبيرة: من الخدمات الأساسية إلى البيئة، من التخطيط العمراني إلى التنمية المستدامة.
ولا سبيل للنجاح إلا بفتح الأبواب أمام العقول والخبرات، وبناء شراكة محلية حقيقية على قاعدة الشفافية، الكفاءة، والمصلحة العامة.
وقد أكد الإمام المغيّب السيد موسى الصدر أن “الناس هم مصدر القوة والشرعية”،
وترجمها دولة الرئيس نبيه بري في كل محطة إنمائية، عندما جعل الإنماء فعل مشاركة، لا فعل سلطة.
أيها الحضور الكريم،
أيها الزملاء والزميلات،
إن هذه الفعالية هي بداية جديدة لتحسين واقعنا البلدي وتطويره، وهي فرصة لتعزيز التفاعل بين جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع المحلي. فالحلول المستدامة التي نسعى إليها في بلدياتنا لا تأتي من فرض إرادة فردية أو مركزية، بل من التفاعل والتعاون بين المواطنين والمسؤولين والمختصين. نحن بحاجة إلى كل فرد، من مختلف الاختصاصات، ليكون جزءًا من هذه العملية التنموية التي تهم الجميع.
وهنا، لا بد أن نؤكد أن هذا التوجه يزيد مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في حركة أمل فخرًا واعتزازًا، كوننا دعونا إليه منذ البداية، فكانت الاستجابة السريعة والمباشرة من البلديات، وهو ما زادنا قناعة وثقة بأن البلديات منفتحة، ومسؤولة، ومصممة على التطور، وعلى إشراك المجتمع المدني، إيمانًا منها بواجبها، وحرصًا على اختيار الكفاءات.
وهذا لا يعني أبدًا أن أعضاء المجالس البلدية ليسوا من أصحاب الكفاءات، بل على العكس، لكن إذا تعددت الأفكار، زادت الإنتاجية، وارتفعت نسبة النجاح، وهذه هي روح العمل التشاركي التي ننادي بها.


أصحاب الخبرة والكفاءة هم الركيزة الأساسية التي من دونهم لا يمكننا البناء على أرض صلبة. لذا، جاء دورهم اليوم ليشاركوا في صياغة السياسات والمشاريع التي تهمنا جميعًا. ونشدد على أهمية إشراك المجتمع المدني، الذي يمثل الوعي الجمعي للشعب، في مختلف مراحل اتخاذ القرار والمراقبة، مما يضمن الشفافية والمحاسبة.
إن المجتمع المدني ليس مجرد متفرج، بل هو شريك أساسي في رسم السياسات ورصد التنفيذ ومتابعة التأثيرات. وفي هذا السياق، نؤمن أن وجودهم إلى جانب البلديات، لا سيما في ظل الظروف التي نعيشها اليوم، هو عنصر رئيسي لتحقيق النجاح المنشود.


أيها الحضور الكرام،
من خلال هذه الفعالية، نحن نطلق دعوة جديدة لجميع البلديات في لبنان لتبني هذا النموذج الذي نعتبره نواة لإطلاق ورشة عمل بلدية شاملة. هذه الورشة يجب أن تكون قائمة على أسس من الشراكة الحقيقية، التي تفتح المجال أمام طاقات جديدة وطرق جديدة للابتكار والإبداع في حل المشاكل التي تواجهها البلديات.
نحن، في مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في حركة أمل، نتطلع إلى أن تكون هذه الفعالية بداية لعمل طويل الأمد، نستطيع من خلاله الوصول إلى حلول مستدامة تساعد في تحسين حياة المواطنين في مختلف مناطق لبنان.
أخيرًا، أتوجه بالشكر إلى جميع من ساهم في تنظيم هذه الفعالية، وإلى كل من سيشارك في هذا المسار الذي نأمل أن يكون نقطة انطلاق نحو مستقبل بلدي أفضل.
ونأمل أن نعمل معًا لبناء لبنان أقوى، أكثر عدالة، وأكثر تقدمًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version